تصاعدت وتيرة الجدل والاحتجاجات بشكل غير مسبوق في الأوساط الكروية في تونس حول أداء الحكام في مباريات الرابطة الأولى.
وذلك بعد تفاقم الأخطاء التحكيمية في أكثر من مباراة حتى الآن.
ولم يمر أكثر من 3 جولات على انطلاق موسم 2024 ـ 2025 لدوري للمحترفين، حتى باتت لجنة الحكام في الاتحاد التونسي لكرة القدم محل انتقادات لاذعة.
فيما كان الحكام عرضة لاتهامات خطيرة بتسهيل مهمة النوادي الأربعة الكبرى في الرابطة الأولى.
وخاصة فريقي العاصمة تونس: الترجي حامل اللقب والنادي الأفريقي متصدر الترتيب حتى الآن.
وجاءت مباراة الملعب التونسي والترجي الأحد الماضي لتفجر موجة من الغضب والاتهامات من قبل مسؤولي الملعب التونسي تجاه الحكم سيف الدين الورتاني الذي أدار المواجهة.
واتهم الملعب التونسي رسميًّا الحكم بإهداء نقطة التعادل للترجي، بعدما منحه ركلة جزاء أثبتت كل الصور التلفزية أنها غير موجودة.
و يحولها ياسين مرياح لهدف أول للترجي أعقبه هدف ثانٍ في المباراة التي انتهت بالتعادل (2 ـ2).
أندية محمية من الخسارة
وهاجم رئيس الملعب التونسي محمد محجوب الحكم سيف الدين الورتاني ولجنة الحكام التي يرأسها ناجي الجويني، الحكم المونديالي السابق.
قائلًا: “من الواضح جدًّا أن الحكم الورتاني ولجنة الحكام لا يريدان للترجي أن يخسر، من حقنا أن نفوز، لكن بمثل هذا التحكيم يصبح الأمر مستحيلًا أمام هذا المنافس”.
وبعد ساعات من المباراة التي أثارت صخبًا في الساحة الكروية وردودًا على منصات التواصل، أعلنت لجنة الحكام في اتحاد الكرة معاقبة الحكم سيف الدين الورتاني.
و تتمثل العقوبة بتجميد نشاطه عن إدارة مباريات دوري المحترفين لمدة 4 أسابيع، واقتصاره على إدارة مباريات الهواة، ومن ثمة مراقبة أدائه.
وفي الجولة ذاتها، ارتكب حكم مباراة ترجي جرجيس ونجم المتلوي حسام الحاج علي خطأ فادحًا.
عندما أثبتت الصور التلفزيونية أن ركلة الجزاء المعلنة لنجم المتلوي، والتي قادته للفوز (1 ـ0) لم تكن موجودة إطلاقًا.
وبعد المباراة قررت لجنة الحكام معاقبة الحكم الحاج علي بتجميد نشاطه لمدة 4 أسابيع وإلحاقه بالأصناف الهاوية مع المتابعة والتقييم.
قبل إعادة إلحاقه مجددًا بالرابطتين المحترفتين الأولى والثانية.
6 مباريات في قفص الاتهام
وفي 3 جولات، شهدت 6 مباريات على الأقل أخطاء تحكيمية فادحة أثرت بشكل مباشر في نتائج المباريات.
وهو ما يمثل أن مباراة واحدة من كل أربع مواجهات غيَّر الحكام نتيجتها وفقًا للحكم الدولي السابق مكرم اللقام.
وقال اللقام في تصريحات تلفزيونية: “مباراة الترجي والملعب التونسي كانت مهزلة تحكيمية غير مسبوقة.
إذ إن الحكم أعاد الترجي إلى المباراة بشكل مفضوح، كما أن النادي الأفريقي فاز على شبيبة العمران بهدفين كل منهما كان مسبوقًا بتسلل واضح”.
وأضاف: “أعتقد أن الأمر سيسوء أكثر إذا تَواصل نزيف الأخطاء التحكيمية، خصوصًا عندما يقترب الحسم في مسألة المنافسة على اللقب، أو في صراع تفادي الهبوط”.
وفي مارس الماضي، أعلن المجلس المؤقت للجامعة التونسية لكرة القدم في تونس تعيين ناجي الجويني، رئيسًا للجنة الحكام.
و كان ناجي الجويني حكم سابقا و أدار مباريات في مونديال 1990 و1994.
لكن الأخطاء التحكيمية استمرت بنسق جنوني، رغم أن الموسم الماضي شهد اعتماد تقنية “الفيديو المساعد” (VإR) التي يعتبرها الكثير من الخبراء والمتابعين أمرًا ضروريًّا لتفادي “الكارثة” وفق وصفهم.
وخلال الموسم الحالي، تم إلغاء العمل بتقنية حكم الفيديو المساعد، لأسباب تتعلق بعدم خلاص مستحقات الشركة الإسبانية المسؤولة عن تركيز تجهيزات غرفة “الفار”.
كما أن عددًا من الملاعب التونسية من الرابطة الأولى لا يمكن أن يتم فيها تركيز شاشة الفيديو المساعد لأسباب تتعلق بالبنية التحتية.
وفي اتصال مع “موقع سبور 24تن” قال مصدر مقرّب من لجنة الحكام، إن اعتماد تقنية “VإR” في موسم 2024 ـ 2025 يظل غير مطروح.
ليس فقط بسبب الديون المتخلدة لفائدة الشركة المشرفة على تجهيز غرف “الفار” .
وإنما أيضًا لكون هذه التقنية لا بد أن تكون معممة على كل المباريات، وفي كل الملاعب دون استثناء ترسيخًا للعدالة”.
وأضاف: “لا يمكن اعتماد حكم الفيديو المساعد في مباراة وغيابه في مباراة أخرى، عمومًا الأخطاء التحكيمية جزء من كرة القدم.
ولجنة الحكام تسعى لدعوة الحكام للعدل بين كل النوادي، وستتم محاسبة كل حكم يخطئ”.
وتقام مباريات الجولة الرابعة من الرابطة الأولى يوم الخميس فيما سيتم اليوم الثلاثاء، وغدًا الأربعاء الإعلان عن طواقم تحكيم كل المباريات.
في وقت رفعت فيه عدة أندية قائمات للجامعة تطالب فيها بعدم تعيين بعض الأسماء في مبارياتها تفاديًا للجدل وتجنبًا للوقوع في أخطاء مؤثرة في النتائج.
ويحتل الأفريقي المرتبة الأولى في الرابطة الأولى برصيد 9 نقاط من 3 مباريات بفارق الأهداف عن ترجي جرجيس والأولمبي الباجي.
في حين يأتي الترجي التونسي في المركز الرابع بسبع نقاط.