غياب كيليان مبابي عن مباراة الكيان و فرنسا، لحساب دوري الأمم الأوروبية ببودابست، أثار العديد من التساؤلات وأشعل التكهنات.
ففي الوقت الذي شارك فيه نجم ريال مدريد مؤخرًا في دوري الأبطال والدوري الإسباني، فإن غيابه عن هذه المباراة تحديدًا فتح الباب للنقاش حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.
كيليان مبابي و حجة الإدارة البدنية
ديدييه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، برر غياب مبابي بأسباب تتعلق بحالته البدنية. وقال ديشامب في مؤتمر صحفي في بودابست:
“كيليان لم يكن في كامل قدراته البدنية”، مشيرًا إلى ضرورة الحذر للحفاظ على اللاعب.
فقد لعب مبابي 30 دقيقة في دوري الأبطال و70 دقيقة في الدوري الإسباني، ولكن بحسب ديشامب، لم يكن قد تعافى تمامًا من مجهوداته.
ومع ذلك، لم تقنع هذه التبريرات الجميع.
بالنسبة لبعض المراقبين، قد تخفي هذه الخطوة أسبابًا أعمق، تتعلق بقناعات مبابي الشخصية والوضع السياسي الحساس المحيط بهذه المباراة.
كيليان مبابي وقناعاته: إشكالية أمام الكيان؟
تزداد التكهنات حول رغبة مبابي الحقيقية في المشاركة في مباراة ضد الكيان.
إذ يُعرف عن مبابي مواقفه الداعمة للقضايا الإنسانية والاجتماعية.
وتشير بعض الشائعات إلى أنه قد يشعر بعدم الارتياح تجاه اللعب ضد الكيان، خاصة في ظل التوترات السياسية الراهنة.
وإذا ثبتت هذه الرغبة، فستضع مسؤولي المنتخب الفرنسي في موقف صعب.
في الواقع، يصعب على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تبرير مثل هذا القرار علنًا دون إثارة جدل.
في عالم الرياضة، وخاصة كرة القدم، غالبًا ما تُخفى الاعتبارات السياسية خلف تبريرات بدنية أو تكتيكية.
لكن بالنسبة للمراقبين المدركين للتفاصيل، يبدو أن غياب مبابي عن مباراة الكيان مرتبط أكثر بالاعتبارات السياسية منها بإدارة حالته البدنية.
ديشامب في مواجهة وضع معقد
حاول ديدييه ديشامب، كعادته، تهدئة الجدل بالتركيز على إدارة اللاعب والضغط الذي تمارسه الأندية، وخاصة ريال مدريد.
وقال: “يجب أن نضع مصلحة اللاعب أولاً دون تعريضه للضغط”، مذكراً أن “أرباب العمل الحقيقيين للاعبين هم الأندية”.
لكن في الواقع، يعلم مدرب المنتخب الفرنسي أنه يتعامل مع توترات أعمق.
فهو يسعى للحفاظ على صورة كيليان مبابي، الذي يعتبر ركيزة أساسية في الفريق، وفي نفس الوقت تجنب المساس بالحساسيات السياسية في ظل الوضع المتوتر.
ثقل السياق السياسي
تجري هذه المباراة بين فرنسا والكيان في سياق سياسي حساس.
الصراع والتداعيات السياسية الدولية جعلت من هذه المواجهة الرياضية ساحة مليئة بالمخاطر للاعبين ذوي المواقف الواضحة.
وبالنسبة لمبابي، الذي أظهر التزامه بالعديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، فإن فكرة اللعب ضد الكيان في مثل هذا السياق قد تكون مصدرًا للإزعاج.
وعلى الرغم من أن مبابي لم يعبر علنًا عن رأيه حول هذا الموضوع بشكل مباشر،
فإن غيابه يثير تساؤلات حول صعوبة التوازن بين الالتزامات المهنية والقناعات الشخصية لدى الرياضيين.
حتى الآن، لم يعلق مبابي أو محيطه بشكل رسمي على هذا الموضوع.
غياب له عواقب وخيمة
غياب مبابي عن هذه المباراة سيظل محط جدل سواء في أوساط الجمهور أو على الصعيدين السياسي والإعلامي.
وبينما يسعى الاتحاد الفرنسي وديشامب للحفاظ على السيطرة على الرواية المحيطة بهذا القرار.
من الواضح أن هذه الحالة تسلط الضوء على التوترات الكامنة بين الرياضة والسياسة.
يجد كيليان مبابي، نجم المنتخب الفرنسي، نفسه في قلب جدل حيث تبدو خياراته الشخصية في صدام مع التوجهات الوطنية.
